• تابعنا على

حقيقة الشائعات التي تدار حول المسجد الأقصى

حقيقة الشائعات التي تدار حول المسجد الأقصى

سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.

 

حقائق وثوابت يجب أن يعرفها كل مسلم، فأرواح الشهداء التي ناضلت من أجل أقصانا العزيز لم تناضل من أجل قبة الصخرة فقط أو الجامع القبلي أو حرية المسلمين في دخول الأقصى بل ناضلت من أجل كل شبر داخل أسوار المسجد ومن أجل حرية الصلاة لجميع المسلمين فيه. فسلامٌ على هذه الأرواح النقية وسلامٌ على من يقبع في سجون الظالمين. حقائق يجب أن تكون راسخة فينا وفي أبنائنا, ربما ربما سلبت أرض المقدس منا  بسبب سياسة الحكام العرب أو بسبب ضعفنا هذه الفترة وقوتهم فتبادل القوة من أمة لأخرى سنة من سنن الحياة. أما ما يجب أن يعرفه كل مسلم أنه لا يجب أن تكون هناك أي سياسات أو مفاوضات في أرض أقصانا الكريم فهو أولى القبلتين وثاني الحرمين، فالمسجد الأقصى ليس القبة الذهبية "قبة الصخرة" أو "الجامع القبلي" ذو القبة الرصاصية السوداء فحسب بل هما الإثنان جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى مع غيرهم من المعالم والقباب والغرف الأخرى داخل أسوار المسجد.
ففي السنين السابقة شهدنا الكثير من الحملات الإلكترونية والإعلامية تدعي أنها "للتوعية" وتنبه أن المسجد الأقصى ليس هو قبة الصخرة بل هو الجامع ذو القبة الرصاصية السوداء، ورددها الكثير من المسلمين بحسن الظن واتهموا اليهود بمحاولة تضليل المسلمين من أجل أن يستحوذوا على الجامع القبلي. هناك الكثير من الشائعات والأقاويل التي لا نعرف من المتسبب بها لكن دعونا في هذا  المقال نوضح النقاط الهامة التي تخص مفهوم المسجد الأقصى، بإختصار شديد عن فضائل مسجد الأقصى عند المسلمين فهو ثاني مسجد وضع على الأرض بعد الكعبة المشرفة وهو أول قبلة للمسلمين قبل أن يأمر الله تعالى بتحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة, كما كانت به رحلة الإسراء والمعراج حيث أٌسري بالرسول صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. فضلاً الي ذكر المسجد الأقصى بالقرءان الكريم "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ." وحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم (لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلّا إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجدِ الحَرامِ، ومسجدِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومسجدِ الأقصى) وغيرها من الأحاديث التي تتحدث عن أهميته وفضله.

الحقيقة أن كل هذة الفضائل كانت قبل بناء المسجد القبلي وقبة الصخرة. فالأحاديث والآيات القرآنية  كانت تتحدث عن المساحة الكلية للمسجد التي تبلغ حوالي 144 دونما والتي محاطة بسور المسجد. اذاً كل المساجد والمبانى والقبب والمنابر، والأبواب، والآبار، والمكتبات داخل السور لها قٌدسية عند المسلمين والصلاة في أي ركن منها يطبق عليه كل الايات القرانية وأحاديث رسول الله بما فيها حديث أن الصلاة بالمسجد الأقصى تعادل مائتين وخمسين صلاة (وفي رواية أخرى خمسمائة صلاة) أما عن الجامع القبلي فأول من بناة هو سيدنا عمر بن الخطاب ثم جدده ووسعه الخليفة معاوية بن سفيان ثم تبعه الخليفة عبد الملك بن مروان، وأتمه ابنه الوليد. وأما قبة الصخرة فمن أمر ببنائها هو الخليفة الأمويّ عبد الملك بن مروان وتم بنائها بين أعوام 685م - 691م وهكذا عزيزي القارئ نكون قد أوضحنا مفهوم بيت المقدس والذي موضح أيضاً بالصور إن الهدف الأساسي من المقال لم يكن لتوضيح حدود المسجد الأقصى فقط بل قراءة ما يدور حول إثارة مثل هذة الشائعات التي بُنيت في الأساس على أمور خاطئة لا توجد لها أي دليل من الصحة والتي يبدو أن الغرض منها هو التشويش لتحقيق غاية معينة فدعونا نشرح ببساطة ماذا يحدث في الأقصى ماذا نعرف عن التقسيم الزماني والمكاني للقدس، إن ما يهدف إليه اليهود هو امتلاك واخذ جزء معين في القدس وهو جزء مهم جداً بالنسبة لهم ولكي يحصلوا على ذلك يجب عليهم أن يقوموا بعمل تقسيم مكاني في القدس بمعنى أن يتم اقتسام المسجد الأقصى بحيث يكون هناك جزء خاص للمسلمين وجزء خاص لليهود بحجة أن يؤدي كل طرف صلواته في المسجد وله حرية التصرف في مكانه الخاص. لكن سياسة اليهود المعروفة أنهم لا يستطيعون أخذ قرار حاسم في مثل هذة الأمور الحساسة بل تتم بالترتيب المسبق والحيلة والخبث كما فعلوا تماما في احتلالهم فلسطين فهم بدأوا بهجرة أعداد قليلة ثم زادت شيئاً فشيئاً ثم بدأوا بالتسليح ثم اقامة دولة ثم وضع اليد على معظم الأراضي وهكذا تسير لعبتهم الخبيثة في كل شىء.
اذاً حتى يحصل اليهود على الجزء الذي يريدونه في القدس يجب أن يكون الأمر مرتب له وتتبعه سلسلة من الحلقات المتصلة التي تكون ظاهرياً ليس لهم أي صلة بها. وهكذا قبل التقسيم المكاني رأي اليهود أنه من الأفضل أن يقوموا بعمل تقسيم وقتي حتى يعتاد الناس علي ذلك ومن ثم يتبعه التقسيم المكاني. حيث يكون التقسيم الزمني في القدس بمعنى أن يقوم اليهود باقتسام ساعات اليوم وأيام الأسبوع والشهر والسنة مع المسلمين. ويفرض التقسيم الزماني على المسلمين مغادرة المسجد الأقصى من الساعة 7:30 حتى 1 صباحاً، وفي فترة الظهيرة من الساعة 1:30 حتى 2:30، والفترة الثالثة بعد صلاة العصر، بالإضافة إلى أعيادهم وأيام السبت بحجة إعطاء الحرية لصلاة اليهود في المسجد. وبهذا يكون قد نجح اليهود في تحديد التقسيم الزماني وما تبقى الا التقسيم المكاني الذي سيكون قريباً بحجة انه لماذا يكون هناك احتكاك بين المسلمين في الأوقات لماذا لا نأخذ جزء دائماً لنا وجزء دائماً لكم وبهذه الطريقة يصلون إلى مسعاهم.

فدعونا نتعرف على الجزء الذي يهدف إليه اليهود وهل الشائعات التي ظهرت فجأة التي تدعو المسلمين بالإهتمام بالمسجد القبلي على أنه الاقصى فضلاً عن قبة الصخرة وهل المستفيد والمدبر لذلك هم اليهود!! فلا يوجد شئ مستبعد أبداً عنهم لدهاء خبثهم.

قدس الأقداس:

ما هي حكاية قدس الأقداس، حيث يؤمن اليهود أن الصخرة المتواجدة تحت بناء قبة الصخرة (وهي صخرة مرتفعة عن أرضية المبنى، وشكلها غير منتظم، حيث يبلغ قطرها ما بين ثلاثة عشر وثمانية عشر مترًا.) تكون أقدس شيء عند اليهود حيث يعتقدون أن النبي داوود عليه السلام قد بني معبدهم "الهيكل" علي هذة الصخرة بالإضافة إلى إيمانهم انها تكون حجر الأساس الذي خَلق منه العالم, وأن هذه الصخرة هي نفسها التي عزم النبي ابراهيم عليه السلام على ذبح ابنهُ عليها.

(حيث نؤمن نحن المسلمين أن هذة الصخرة المشرفة هي التي عرج منها النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج).

فهل من الممكن أن تكون كل هذه الأمور متصله وتشكل معني حقيقي! وأن اليهود هم وراء ما يشاع في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أن مسجد الأقصى هو المسجد القبلي فقط وهو المكان المقدس التى تشير له الأحاديث وآيات القرآن.  لأنه بالطبع لا يوجد مستفيد غيرهم من نشر هذه المعلومات الغير صحيحة بين أوساط المسلمين. حيث ندعوكم في هذه المقالة إلى التفكر والتمسك بكل شبر من أرض أقصانا العزيز وعدم ترديد ما يذاع في الإعلام دائماً فإن المعارك القادمة هي معارك وعي وليست فقط معارك سلاح.